"الشاعر والباحث"
"محمد صالح البربندي"
هو من شخصيات دير الزور التي تتمتع بشهرة واحترام كبيرين، وكان تشييعه من أكبر التشييعات
كانت الوداع فريد لم تشهد " دير الزور " وداع مثل ذلك الوداع عبر الزمن أنه وداع الأستاذ الباحث والشاعر محمد صالح بربندي الذي كان يتصف بطيبة وعشق الفرات وأهل الفرات رحمه الله وأسكنه مع الصديقين والصالحين
ولد البربندي: بدير الزور عام 1922، وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية فيهاتابع تعليمه بدار المعلمين في حلب، وتلقى العلوم الشرعية واللغة العربية وآدابها على يد أساتذة دير الزور الكبار أمثال: الشيخ جعفر الصادق الرحبي، والشيخ محمد سعيد العرفي، والشيخ طه الحسون الطائي وبعد أن مارس التعليم والإدارة لزمن ليس بالقليل في دير الزور، انتقل إلى دمشق وتابع فيها دراسة اللغة العربية، ثم إلى حلب التي حصل من جامعتها على إجازة في الحقوق عام
1956
" الأستاذ الشاعر والباحث محمد صالح البربندي"
استقر في دمشق لفترة عمل خلالها بالتعليم الثانوي والإدارة، ثم تعاقد لمدة ثلاث سنوات مع وزارة المعارف السعودية وعمل فيها في التدريس والإدارة القانونية أحيل البربندي إلى التعاقد عام 1982 بعد أن انتدب كمدقق لغوي للكتب الجامعية بجامعة دمشق من 4/4/1976، وعمل بعدها في الملحقية الثقافية السعودية بدمشق حتى وفاتهالبربندي رافق الشاعر محمد الفراتي لفترة طويلة في دير الزور ودمشق، ولديه قصائد للفراتي لم تنشر بعد، ونشر بحوثاً عديدة عن شعره مثل
"الأدب القومي في شعر الفراتي"
"الأدب الاجتماعي في شعر الفراتي"
"الكوميديا الإلهية عند الفراتي"
"الفراتي والحضارة والفرات"
"الفراتي شاعر الأمجاد"
"الفراتي تاريخ دراسة نثر تعبير وشعر"
كما نشر بحوثاً عديدة في التراث الإسلامي توفي البربندي رحمه الله في دمشق الثلاثاء 25 رجب 1/10/2002 ودفن في دير الزور
من أجمل قصائده القصيدة التي رثى فيها الشاعر الفراتي،
و التي اخترنا منها الأبيات التالية
غدا طيفك الذاوي بخلدٍ
مخلّدا نضيداً من الدر الفريد
ممجّداأناءَ عليه الله فكراً
وروعة سمت في مجال الفن
غاياً ومَنْشدا ونفس زهت
في الحادثات معزة تجلت
بروح للملا ظل مُنشِدا وخلق
كريم قد تواضع مخلصاً
تربى بآداب الرسول وأرشدا ومنها
***
أيضاً
***
ستبكيك عين للعروبة
دائماً ومجدٌ تعالى خالداً
متخلِّد او يبكيك وادٍ بالفرات
ملوَّعٌ يردِّدُ صوتاً للجهاد
أو الردى ويبكي لسانُ الضاد
ألمع شاعر تسامى بآفاق
الفنون مجدِّد او أبكيك
ما سال الفرات مشعشعاً
وكان عُباب الموج
يهدر مُزبِد او تبكيك أجيالٌ
تردِّدُ عالياً قصائد
غرَّا رائعاتٍ وخُلًّدا
***
الباحث والشاعر الأستاذ محمد صالح البرنبدي بكل أسف رحمه الله لم يأخذ حقه في التكريم ان رحمه الله كان من أعلام وادي الفرات قدم الكثير من أبحاثه ورفد المثقف الفرات الكثير من نتاجه الشعر والأدبي رحمه الله ذاك المبدع الذي يبقى منارة لأهلنا في الفرات العظيم