ما كان يخشاه النازحون السوريون على الأبواب .. تحت وطأة التحذيرات الجوية من "شتاء قارس" هذا العام في دول الجوار السوري

ما كان يخشاه النازحون السوريون على الأبواب .. تحت وطأة التحذيرات الجوية من "شتاء قارس" هذا العام في دول الجوار السوري

"لبنان 24 "
...
.. ......

تحت وطأة التحذيرات الجوية من "شتاء قارس" هذا العام، يبدي النازحون السوريون إلى المناطق الحدودية الجبلية مخاوف جدية من "معاناة مأساوية جديدة" تنتظرهم، ومن بينهم أولئك الذين نزحوا إلى البلدات التي تناهز في ارتفاعها عن سطح البحر 1500 متر، خصوصًا وأنّ أماكن إيوائهم غير مؤهلة للتصدي لفصل الشتاء ولم يتم تزويدهم بمستلزماته من بطانيات وسواها من الوسائل الكفيلة بإعانتهم في مواجهة العوامل الطبيعية كالأمطار والصقيع والعواصف الثلجية.

شهادات وهواجس

محمد مصطفى النجار، وهو نازح سوري من حي السكري في حلب، أب لـ5 أولاد ويقطن حاليًا في كفرشوبا، يقول لـ"لبنان 24": نخشى مما ينتظرنا في فصل الشتاء ولا قدرة لنا على مواجهة العواصف والثلوج التي تشهدها المنطقة هنا"، مطالبًا الأمم المتحدة والجمعيات المعنية "بعدم التقنين في المساعدات الشتوية للنازحين السوريين، خصوصًا وأننا سمعنا أنهم بصدد تخفيض سقف هذه المساعدات".

محمد مرعي، نازح آخر من ريف دمشق، قال لـ"لبنان 24": "أتينا إلى شبعا منذ العام الماضي وقضينا فيها شتاء كان قاسيا جدًا حيث تعرضنا ذات مرة لتساقط ثلوج أبقانا محاصرين في أمكان سكننا طيلة أربعة أيام"، ويضيف: "نحن هنا على مقربة من جبل الشيخ حيث البرد قارس ويجمّد الدم في عروق الإنسان إذا لم يتم التجهّز لمواجهة قساوة الطبيعة"، آملاً من المعنيين عن إغاثة النازحين بأن يعمدوا إلى "تخصيص مدافئ ومواد أولية كالمازوت لإعانة العائلات النازحة ووقاية أفرادها، نساءً وأطفالاً وعجزة، من البرد والعواصف الثلجية".

محمد العبد، النازح من الرقة إلى إقليم التفاح، يختصر الوضع مع قرب وصول فصل الشتاء بالقول لـ"لبنان 24": "هناك مصيبة تنتظرنا إذا لم يتم تدارك الأمور"، مشيرًا إلى أنه يعمل مع "الجمعيات الخيرية" في سبيل تأمين الحطب لاستخدامه في تدفئة عائلته، ويقول: "لا قدرة لي على شرائه وبالكاد أوفّر قوت أولادي الخمسة يوميًا، ولذلك آمل أن تضع المفوضية العليا للاجئين هذا الموضوع على سلم أولوياتها لكي تعيننا على مواجهة الأخطار الشتوية التي تهدد حياة أطفالنا وعائلاتنا".

عجز "بلدي"

وفي سياق متصل بهذه الهواجس، أفاد رئيس بلدية شبعا محمد صعب "لبنان 24" أنّ "ما يقارب 6000 شخص نازح في شبعا"، ويقول: "نحن عاجزون عن تأمين احتياجاتهم الشتوية لانها تفوق قدرة البلدية وتحتاج إلى موازنة خاصة بها نظرًا لكون منطقتنا تغمرها الثلوج وتتسبب بتقطّع السبل والطرقات لمدة قد تصل أحيانًا إلى أسبوع متواصل، لا سيما خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني"، منبهًا من "مغبة ترك النازحين يواجهون قدرهم وحدهم في الشتاء".

"خطة دعم".. من تشرين إلى نيسان

من جهته، كشف مصدر في إحدى الجمعيات الإغاثية لـ"لبنان 24" أنّ المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وضعت خطة خاصة لدعم النازحين السوريين في فصل الشتاء، وهي كانت قد طلبت من جمعيات محلية إعداد دراسة تتضمن حاجيات العائلات السورية النازحة مما يقيها برد الشتاء".

وتحدث المصدر في هذا المجال عن "تزويدهم ببطانيات ووسائل تدفئة وقسائم مازوت، فضلاً عن اعتماد معايير جديدة تحاكي الحاجة الملحة لترميم أماكن إيواء النازحين بشكل يمنع النش وتسرب مياه الأمطار إلى داخلها"، مشيرًا إلى أنّ "تسليم هذه المساعدات الشتوية للنازحين السوريين سييبدأ اعتبارًا من شهر تشرين الثاني المقبل ولغاية شهر نيسان 2014".

تبرعات "عربية وداخلية"

أما رئيس جمعية "إشراق النور" الخيرية الشيخ محمد الزغبي، فيطمئن بدوره عبر "لبنان 24" إلى أنّ "الجمعية ستزوّد النازحين إلى شبعا والعرقوب بمدافئ كما ستؤمن لهم المازوت طيلة فصل الشتاء، فضلاً عن المساعدات الأخرى"، مؤكدًا أنّ تغطية تكاليف هذه المساعدات والتي تشمل أيضًا مواد غذائية ومواد تنظيف وعناية طبية إنما تأتي من "تبرعات عربية، وأخرى داخلية مصدرها صندوق الزكاة".

» البرازق السوري الذيذ....
» مع نهاية العام ماهي أقوة عشر جيوش في العالم لعالم2013؟
» اللاجئون الكورد السوريون بمخيم (كور كوسك) في إقليم كردستان يكابدون أوضاعا معيشية صعبة