هل سندرك معركة قرقيسيا كما أسندتها الروايات التاريخية ؟
في ظل تسارع الأحداث والأخبار العاجلة للجمهورية العربية السورية من نزيف للدم ودمار وخراب يدور رحى المعركة بين الجيش النظامي السوري والجيش الحر متمثلا بقواه الوطنية والمعارضة بغض النظر عمن يدفع بأوار المعركة نحو الحسم ولو بقتل ثلثي الشعب من اجل تأمين الكيان الصهيوني الغاصب في المنطقة العربية وديمومة النفوذ الغربي والامبريالي الأمريكي واحتكار الثروة الوطنية لشعوبها ، هل نحن حقا نعيش بداية حرب كونية ثالثة على أعقاب ما يسمى بالربيع العربي وامتداداته الوهمية بحجة القضاء على الأنظمة الدكتاتورية وإنعاش الحريات الفردية للمجتمع العربي مما يعانيه من كبت للحريات وتكميم للأفواه المنادية بالحرية والديمقراطية الشعبية ؟
ام ان مارثون المشروع الإلهي للعدل المطلق سيتحقق هنا ليملآ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا وبالذات مع العربية السورية وتكالب القوى المعادية للإسلام بحجة نصرة الشعوب وفي الطرف الأخر تغض الطرف عمن يسيء لرسولنا الأكرم محمد (ص) تارة بالرسوم المسيئة وأخرى بالفلم الوثائقي المثير للريبة ؟
ولا أجد بأسا من ذكر بعض الروايات عن هذه المعركة وأسبابها .....
قرقيسيا ، مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات . وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية الواقعة عند الحدود السورية العراقية . والقريبة نسبياً من الحدود السورية التركية .
وفي معجم البلدان للحموي:4/328: (وقيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك . قال حمزة الاصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة . وكثيراً ما يجئ في الشعر مقصوراً ). انتهى .
وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها ، وبعضها لم تحدد وقتها ، وبعضها حددتها بأنها بين بني العباس وبني أمية ، وبعضها ربطتها بالسفياني الذي يكون في زمن الإمام المهدي عليه السلام ، وبعضها ذكرت أن سببها كنز يظهر في مجرى الفرات ويقع الخلاف عليه بين السفياني والأتراك ..
وهذه روايتها العامة:
في الكافي:8/295: عن الإمام الباقر عليه السلام قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية ) قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.
وفي غيبة النعماني ص278: عن حذيفة بن المنصور، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ( إن لله مائدة-وفي غير هذه الرواية مأدبة- بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين )
وهذه الرواية تربطها ببني العباس وبني أمية:
في غيبة النعماني ص303: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني .
في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:
أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .