أبن البلد الوسام الماسي
عدد المساهمات : 64 تاريخ التسجيل : 17/10/2013
| موضوع: مدخل الى علم العروض 2013-11-07, 11:23 am | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اعضاء المنتدى الكرام: بناء على رغبة الكثير من مبدعي منتدى الشعر والخاطرة في اعطائهم دورة في علم العروض،ها نحن في الخدمة ونبتدئ في هذا الموضوع بنبذة عن ماهية علم العروض وتاريخه والحاجة اليه ،كمدخل لتعمقنا في اسراره ومجاهيله،حيث بعد الالمام ببعض قواعده سوف ندرس كل بحر على حدى،ونحاول ان نكتب مقطوعات شعرية على كل بحر درسناه،وللاشارة فان علم العروض علم واسع،ونحن نكتفي هنا بالقدر الذي يؤهل الأعضاء الكرام لكتابة قصائد موزونة. ولنبتدأ اخوتنا بمدخل الى علم العروض: تعريف علم العروض - يطلق العروض لغة على مكة المكرمة لاعتراضها وسط الأرض, كما يطلق على العمود المعترض وسط البيت, وتطلقه العرب على الميزان والطريق الوعر. - أما عند العروضيين فهو علم بأصول يُعرف بها صحيح الشعر من فاسده أو هو: علم يُبحث فيه عن أصول الأوزان المعتبرة, أو هو ميزان الشعر به يعرف مكسوره من موازنه, كما أن النحو معيار الكلام به يعرف معربه من ملحونه. - أما واضعه فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي, وذلك حين أحسَّ فساد الذوق العربي بسبب اختلاط العرب بالأعاجم, وحين تقلصت الفطرة العربية السليمة, واختلط مهلهل النسيج برصينه بعد أن كان العربي يقرصن الشعر عفو الخاطر وعلى البديهة فدفعه كل ذلك إلى التفكير في اختراع هذا العلم. - وفائدته التمييز وعدم الخلط بين الجيد القوي والسمج الرديء وسلامة الشعر من الكسر والتشويه كما سيجيء لاحقاً. - ومن هنا, فعلم العروض يعود الفضل في استنباطه إلى الخليل بن أحمد فهو الذي أخرجه إلى الوجود وحصر بحوره في خمسة عشر بحراً ثم زاد الأخفش بحراً واحداً سماه ((الخبب)). - ويرى بعض الباحثين المحدثين أنَّه مما ساعد الخليل على اختراع هذا العلم – الذي لم يسبق – إليه- أنه كانت له معرفة بالإيقاع والنغم فإنهما متقاربان في المأخذ. - على أن مما تجدر الإشارة إليه أن للخليل مخترعات أخرى غير العروض, فهو أول من ابتكر فكرة المعاجم بوضعه كتاب معجم ((العين)). وهو الذي اخترع علم الموسيقى العربية وجمع فيه أصناف النغم. - والرواة يختلفون في السبب الذي دعا الخليل إلى التفكير في علم العروض ووضع قواعده. فمن قائل: إنه دعا بمكة أن يرزقهالله علماً لم يسبقه إليه أحد ولا يؤخذ إلا عنه, وحين رجع من حجته فتح الله عليه. ومن قائل: إنه مجد نفسه بمكة يعيش في بيئة يشيع فيها الغناء فدفعه ذلك إلى الوزن الشعري. ومن قائل: إن الدافع هو إشفاقه من اتجاه بعض شعراء في النظم على أوزان لم تعرفها العرب ولم تسمع عنهم, وعندي أن هذا السبب هو الأرجح. - الحاجة إلى علم العروض : إلا عرفنا أن العروض هو علم على ميزان الشعر أو موسيقى الشعر وهذا العلم له قواعده ونظرياته التي تكتسب بالتعلم, وإذا كان الشعر من الناحية العملية هو الجانب التطبيقي لقواعد العروض. فإنه قبل ذلك كله فن بعصور كسائر الفنون مصدره الموهبة والاستعداد, إلا أن الشاعر الموهوب بما له من أذنٍ موسيقية وذوقٍ مرهف يستطيع أن يقول الشعر دون علم العروض ولكنه في رأيي يظل بحاجة إليه لأن أذنه الموسيقية مهما كانت منزلتها ودرجتها فقد تخذله أحياناً في التمييز بين الأوزان المتقاربة أو بين قافية سليمة وأخرى معيبة, هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن جهل الشاعر الموهوب بأوزان الشعر وبحوره المختلفة من تامة ومجزوءة ومشطورة ومنهوكة قد يحصر – في نظري – تجربته الشعرية في أوزان خاصته وبذلك يحرم فنه من العزف على أوتار شتى تجعل شعره منوع الأنغام والألحان. وإذا كان العروض لازماً للشاعر الملهم الموهوب, فإنه يكون أشد لزوماً لغيره من الدارسين والمتخصصين في دراسة اللغة العربية فهو أداتهم لفهم الشعر وقراءته قراءة صحيحة, والتمييز بين السليم منه والمختل الوزن, ومن أجل ذلك جاء منهج الثانوية في الكتب الجديدة مشتملاً على هذا الفن تحقيقاً لتلك الغاية. - ويرى بعض الباحثين المحدثين المتخصصين في هذا العلم أن هناك صلة بين وثيقة بين العروض – وهو علم موسيقى الشعر- وبين الموسيقى, هذه الصلة تتمثل في الجانب الصوتي, فالموسيقى تقوم على تقسيم الجمل إلى مقاطع صوتية تختلف طولاً وقصراً أو إلى وحدات صوتية تعرف بالتفاصيل, ويستلزم هذا التقسيم أو التقطيع أن يكتب الشعر كتابه عروضية. | |
|